الاثنين، 21 يناير 2013

أهمية الصوم الطبية لمرضى القلب
بقلم الباحث/ مصطفي محمود علي
يوضح دكتور جمال شعبان، أستاذ القلب بالمعهد القومى للقلب، أن للصوم عدة فوائد، فالصوم يوقف عملية امتصاص المواد المتبقية فى الأمعاء، ويعمل على طرحها، والتى يمكن أن يؤدى طول مكثها إلى تحولها لنفايات سامة، كما أنه الوسيلة الوحيدة الفعالة التى تسمح بطرد السموم المتراكمة فى البدن والآتية من المحيط الملوث.

وبفضل الصوم تستعيد أجهزة الإطراح والإفراغ نشاطها وقوتها، ويتحسن أداؤها الوظيفى فى تنقية الجسم، مما يؤدى إلى ضبط الثوابت الحيوية فى الدم وسوائل البدن، ولذا نرى الإجماع الطبيعى على ضرورة إجراء الفحوص الدموية على الريق، أى يكون المفحوص صائماً، فإذا حصل أن عاملاً من هذه الثوابت فى غير مستواه فإنه يكون دليلاً على أن هناك خللاً ما.

وبفضل الصوم يستطيع البدن تحليل المواد الزائدة والترسبات المختلفة داخل الأنسجة المريضة. والصوم يضمن الحفاظ على الطاقة الجسدية ويعمل على ترشيد توزيعها حسب حاجة الجسم. والصوم يحسب وظيفة الهضم، ويسهل الامتصاص ويسمح بتصحيح فرط التغذية. الصوم علاج شاف، وهو الأكثر فعالية والأقل خطراً لكثير من أمراض العصر المتنامية، فهو يخفف العبء عن جهاز الدوران، كما تهبط نسبة الدسم وحمض البول فى الدم أثناء الصيام، فهو وقاية للإنسان من الإصابة بتصلب الشرايين، وداء النقرس، وغيرها من أمراض التغذية والدوران وآفات القلب.

أما عن تأثير الصيام على حالة القلب، فعشرة فى المائة من كمية الدم التى يدفع بها القلب إلى الجسم تذهب إلى الجهاز الهضمى أثناء عملية الهضم. وأضاف أنه خلال الصيام يحدث انخفاض كبير فى كمية الدم التى يدفع بها القلب إلى الجهاز الهضمى، وهذا يعنى عملاً أقل للقلب، وبالتالى قدراً من الراحة، كما أنه وأثناء عملية التحويل الغذائى فإن عملية تكون الكيتون قد تشكل خطراً فى بعض الحالات المرضية، ولهذا فإنه ينصح بعدم الصيام فى مثل هذه الحالات، خشية أن يلحق بالمريض ضرر إذا ما صام، ومثل ذلك مرضى السكر الذين يعانون من زيادة مادة الكيتون فى الدم، أو الذين يعالجون بعقار البيجوانيد، وذلك لوجود خطورة تكون حامض اللاكتيك.

وأشار إلى أنه فى حالات مرضى الكلى لا ينصح بالصيام للأسباب نفسها، بالإضافة إلى أنه فى هذه الحالات المرضية السابق ذكرها يجب تناول كميات كبيرة من السوائل، لضمان إدرار كميات معقولة من البول، مضيفا أنه يجرى معالجة البدانة بالصيام، حيث إن السمنة المفرطة وازدياد تراكم الشحوم فى البدن تشكل خطراً حقيقياً على حياة الشخص من جراء تعرضه لآفات شديدة الخطورة كتصلب الشرايين، وارتفاع الضغط الدموى، وتشمع الكبد، والسكرى، وأمراض القلب العضوية، والنزيف الدماغى، وغيرها، كما يعتبر الصيام وسيلة غريزية مجدية فى إذابة الشحوم فى البدن، واعتدال الأغذية فيه، إضافة إلى أن اعتدال العلاجات الفيزيائية مثل المشى والتمارين الرياضية والتدليك والحمامات المائية تعطى أفضل النتائج

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق